بسم الله الرحمن الرحيم
الشمعات الأربع كانت تحترق ببطىء ,الجو كان غاية في الهدوء , بحيث يمكن لأي كان أن يسمع حوارهن…
الشمعة الاولى:”أنا السلام ,لكن في وقتنا هذا وقت الحروب والاعتداءات الوحشية والاحتلال الظالم لا استطيع أن أبقى مضاءة أطفال يقتلون في بطون أمهاتهم, وشيوخ يعذبون, ونساء تغتصبن على مرأى أزواجهم ,أظن أنني سأنطفىء لا مكان لي في هذا العالم…”وبحركة هادئة أطفأت تماما.
الشمعة الثانية:”أنا الايمان ,لكن مقارنة بالماضي لم أعد مهمة الآن بقدر التكنولوجيا ,والتخلي عن الأخلاق ,هذا لا يعني شيئا سوى أن أنطفىء كما انطفأت من قلوب الكثيرين ,الذين لايصبرون على القضاء والقدر ,على ما خطه الله في كتابه…”وعندما انتهت من الحديث, أتى ريح صغير وأطفأها.
بحزن عميق جاء دور الشمعة الثالثة فقالت:”أنا الحب, لم يعد لدي القوة لابقى مشتعلة ,الناس تخلوا عني بكل بساطة, ولم يفهموا أهميتي ,لقد نسوا حتى كيف يحبون من هو أقرب اليهم ,فهذا يخون صديقه, وهذا يضرب أمه ,وهذا يبيع ابنه بدراهم معدودة…”ومن دون انتظار انطفأت.
فجأة!!!أتى طفل صغير ورأى الشمعات الثلاث منطفأة ,فسأل”لماذا أنتن منطفآت !!يجب أن تبقين حتى النهاية”وبقوله هذا بدأ الطفل في البكاء..
عندئذ, تدخلت الشمعة الرابعة بقولها:”لا تخف أيها الصغير ,مادمت أنا مشتعلة فسنستطيع معا أن نشغل الشمعات المنطفأت ,نستطيع ارجاع الحب والسلام والايمان الى قلوب العالم, بتعاوننا وتضامننا وعدم سكوتنا على الظلم انني أنا الأمل الذي لم ينتهي من قلب كل واحد فينا”.
وبعينين تشعان بريقا اخذ الطفل شمعة الأمل ليضيء باقي الشموع.
وليبقى الأمل دائما في قلوبنا ويعرف كل واحد منا كيف